نحن هنا ولله الحمد ..نطرح مواضيع كثيره للنقاش ..ولابد أن يتسع المكان والمقام والصدر !! ..لكل رأي مهما كان ..
فنحن نعلم علم اليقين ..أنه سيكون هناك رأي ورأي آخر ..أي رأي مؤيد ورأي مُعارض ..
وقد تتفق الآراء وقد لاتتفق ..وقد تتشعب الآراء لتشمل آفاق أوسع ..وبين هذا الرأي وذاك ..
( خيط رفيع ) ..يسمى الود ..
فهل حقا :الاختلافات في وجهات النظر لا تفسد للود قضيه؟
-هل نحن نبتعد عن :لست معي فانت ضدي؟
هل نحن حقا نجيد النقاش مع الثقافات المختلفه؟
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 532x65 .
أحبائي الأعزاء:هل نحن نجيد فن التحاور؟؟؟
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 532x65 .
الحوار كلمة جميلة رقيقة تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس، ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في قوله(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ))[سورة الكهف: 37]، ويوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها، قال سبحانه: ((وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا)) [سورة المجادلة: 1]؛ فسمع الله هذا الحوار ـ وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه ـ ونَصّ عليه في كتابه العزيز رِفعة لشأن الحوار وإثباتا لأهميته.
وقد ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفة الكلام والحوار، وأثنى على ذلك في آيات كريمات:
ففي التحاور مع الأبناء: {يَا بُنَيَّ} [سورة لقمان: 13] كما قال لقمان عليه السلام لابنه، وفي التحاور مع أهل الكتاب ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ)) [سورة آل عمران: 64].
وفي التحاور مع المشركين(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)) [سورة التوبة: 6].
وثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق، فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها، والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف، قال سبحانه: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ))[سورة الحديد: 25]، فقبل أن يرسلهم بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات، أرسلهم بالآيات والبينات، وكما يقول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: "إنّ الأنبياء بعثوا بالحجج والبراهين، والخلاف واقع في الأمة". قال سبحانه: ((وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)) [سورة هود: 118-119]، قيل (اللام) هنا ليست للقصد ولا للسبب عند بعض المفسرين وإنّما للصيرورة، وقيل: إنّ الله سبحانه وتعالى خلقهم، فنوع في مفاهيمهم ومواهبهم، فوقع الخلاف في ذلك..
أداب الحـــــــــــــوار :
1) لكي تجادل في أي فكرة أو تحاور في أي موضوع لابد لك من أن تملك الثقافة والمعلومات التي تستطيع أن تدير معها عملية الحوار والجدال بسلام...أما إذا لم يكن لك علم فيما تناقش فيه أو تجادل فإنك ستتحول إلى أساليب المهاترات والكلمات الفارغة التي لاتعطي إلا الرنين ولاتؤدي إلا إلى الكلمات الفارغة وإضاعة الوقت وإثارة الأحقاد والضغائن...وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الفئة من الناس التي لاتملك مقومات الحوار الهاديء العميق في قوله تعالىومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير).
2) عندما تكون في حوار مع أحد ما ...فلا تخلط بين نقد العمل أو السلوك وبين نقد الذات ...فقد يحدث بحكم تكويننا الشرقي أن نعتبر الإنسان الذي ينتقد إنسانا آخر في عمل من أعماله عدوا له..وهذا خلق غير إسلامي...فإن الإسلام يعتبر النقد الاجتماعي أو الذاتي واجبا إسلاميا...قال صلى الله عليه وآله وسلمالمؤمن مرآة أخيه) بشرط أن يكون الناقد منطلقا بموضوعية ومحبة ليتقبله الآخرون ..(رحم الله من أهدى إلي عيوبي)...ومن منطلق هذا عليك أن تتقبل الشخص المحاور بما فيه كما يتقبلك بما أنت فيه واسمح له بالإختلاف معك كما تسمح أنت لنفسك بالإختلاف معه.
3) عندما تحاور أي قضية أو مسألة مع شخص معين عليك أن تضع مبدأ العقل قبل الحوار والجدال تنطلق منه في محاولة لتصحيح الانحراف وإصلاح الخطأ ..لامن روح العداوة والبغضاء..إنما من روح الوصول للحقيقة فحسب.
4) عليك عندما تناقش موضوعا ما مع الطرف الآخر أن لاتصدر منك أحكاما مسبقة عنه كأن تقول أنه فاسق أو منحرف الخلق أو شاذ العقيدة والفكر أو خائن ...يجب عليك أن تناقش الرأي بالرأي والحجة بالحجة بعيدا عن الشخصنة وقذف الطرف الآخر وتحقيره ومس كرامته...فلعل الحقيقة تنبثق فيه تماما كما هي الحالة في الجو عندما يكون غائما في جانب ومضيئا في جانب آخر...فقد يقول الذين يعيشون في جانب الغيم...أنه لانور هنا بينما الحقيقة أن النور موجود ولكن لابد من رؤيته من الانتقال للجانب الآخر.
5) إياك أن تنظر لمن يحاورك بنظرة دونية من باب أنك أعلى منه في الثقافة والفكر والمؤهل الدراسي...فقد يكون طرفك الذي تحاوره مع تواضع مؤهلاته العلمية أفضل منك نظرة شمولية للأمور وأحسن منك اطلاعا وأرحب منك سعة في الصدر...وكما قال شاعرنا:
ولاتحتقر كيد الضعيف فربما.................تموت الأفاعي من سموم العقارب
6) عليك أن تنشد الحقيقة وحدها أثناء الحوار بعيدا عن الجدال العقيم أو النيل من شخص من تحاور والتهجم عليه دون مبرر أو مسوغ...كما يجب عليك التحلي بسعة الأفق ورحابة القلب وأن لاتجعل ديدنك الغلبة على الطرف الآخر بأي وسيلة كانت .
7) إذا أردت أن تكون محاورا جيدا عليك أن تسمع وتنصت للآخر وعدم مقاطعة حديثه حتى يكمل أو أن تكون لامبالي بوجهة نظره وقد ارتسمت على وجهك علامات السخرية والاستهزاء.
8) عندما تكون في حوار مع شخص ما لاتعتبر نفسك وكأنك في أرض معركة حربية تمتلك أسلحة وعتاد ...فإذا لم يقتنع أحدكما بفكر الآخر ..عليك أن تبقى أخا له لاتحمل عليه الضغينة وليس من الواجب أن ينتهي كل حوار بالاتفاق دائما إنما هي لواقح أفكار تناقش على بساط البحث ..تم إقناع محاورك بالتي هي أحسن أو تبقى أنت وهو إخوة في الله وفي المواطنة وفي العقيدة.
9) إياك وأن يسبقك لسانك بتجريح من تحاور ...عليك بضبط النفس لأقصى درجة ممكنة وعندما تتوصل إلى طريق مسدود عليك بإنهاء الحوار حتى لايتحول إلى صدام وصراع ......
10)إياك والدخول في التفاصيل إذا تطور الحوار مع شخص ما فإن الشيطان يكمن في التفاصيل..وعليك في أي حوار كان أن تتمثل بهذه العبارة(رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب).
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 532x65 .
صور سيئه في الحوار
حوار التعجيز: طلب السلبيات في الآخر.
الجدل البيزنطي: محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة.
حوار الاستكبار " أعلى – أدنى ": وهو حوار قائم على تسلط طرف على طرف،
(آمر ومستجيب). ومنه قول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
الحوار السطحي: كلمني .. ولكن لا تلمس العمق.
الحوار الإقصائي: أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ.. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً
لأنني أفهم كل شيء !!
حوار البرج العاجي " حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة ":
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 532x65 .
لا تحـــــــــــــــــــاور هؤلاء :
ثمة أصناف من الناس لا تحاورهم ولا تجدي المجادلة معهم أذكر منهم
الجاهل
لا شك إنك متى حاورت جاهلا ظن لجهله إن الحق معه وحصل له ضرر تكون أنت سببه. فقد قال تعالى { واعرض عن الجاهلين } صدق الله العظيم
السفيه
ليس من الحكمة أن تحاور السفهاء, لأن السفيه لا رشد في أقواله ولا أفعاله فكيف يرجى تلمس الحق في محاورته ومناظرته.
الغضبان
عليك أخي المحاور أن تسكت إذا غضب من تحاور , حتى تهدأ أعصابه وتبرد مشاعر الغضب وتسكن إضطرابات النفس فمتى واجهته وهو بهذا الحال كنت كعاقل واجه مجنوناً !
الثقيل:
إذا رأيت محاورك لا يحسن الحوار فيفيدك ولا الإستماع فيستفيد منك فإياك وإياه .
المتعنت
والمتعنت قد يكون أحد الرجلين: إما جاهل جهل مركب, أو أحمق لئيم لا دواء له إلا بالإعراض عنه ! فإنه إن وافقته خالفك, وإن خالفته عارضك, وإن أكرمته أهانك, وإن أهنته أكرمك, وإن تبسمت له كشر لك, وإن أعرضت عنه اغتمّ, وإن أقبلت عليه اغتر, وإن حلمت عنه جهل عليك, وإن جهلت عليه حلم عنك.
المبتدع
وهذا الصنف لا يعرفه إلا من أتاه الله الحكمة والبصيرة بحال البدع وأهلها, فلا بد التفقه في هذا المقام, فكم من أشخاص استعمل الحوار معهم فلم يحصد غير الأحقاد والشنآن
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 532x65 .
أما صـــــــــفات المحـــــــــــــــــــاور فهي:
حسن الخلق
الصبر
بسط الوجه
التواضع
الرحمة بالخصم
الابتعاد عن المداهنة
الهدوء
الصدق
الإنصاف
الرفق
الحلم
أتمنى ان تعم الفائده على الجميع
ولنحافظ جميعا على هذا الود الذي بينا من القطع
وصدق الله العظيم إذ يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة النحل: 125].
|